كلمة رئيس الجمعية

 

                                                    كلمة رئيس الجمعية

إنّ ما نلناه من تكريم وتقدير نعتزّ به عظيم الاعتزاز، غير أنّ التكريم الأسمى في نظرنا هو ما شرّفنا الله به من رسالة إنسانية رفيعة؛ رسالة تقوم على خدمة من فرضت عليهم الحياة تحدياتها، فكان لنا شرف مرافقتهم في رحلتهم، ومساندتهم على النهوض من جديد بثبات وإرادة.

فغايتنا لم تكن يومًا مقتصرة على صناعة طرفٍ اصطناعي أو توفير جهازٍ مساعد، بل تمتد لتشمل بناء الثقة، وتعزيز المعنويات، وإحياء الأمل في النفوس. إنّ الابتسامة التي تعلو وجوه مستفيدينا، وبريق الأمل الذي يشرق في أعينهم بعد تلقي الخدمة، هما أصدق وسام نحمله ونفخر به.

وإلى جميع الزملاء الذين اختاروا الانخراط في هذه المهنة السامية، نذكّركم بأن دوركم يتجاوز حدود الممارسة التقنية، فهو رسالة حياة تحمل في جوهرها الإيمان بقدرة الإنسان على الانتصار على ظروفه، ما دام مسلّحًا بالعزيمة والإصرار.

لقد مكنتنا تجربتنا العملية الطويلة من ملامسة ما يتميز به ذوو الإعاقة من رضا داخلي وصبر عميق، حتى بدوا لنا وكأن الله سبحانه وتعالى قد خصّهم بقلوب تفيض نورًا وإيمانًا.

أما على الصعيد المهني، فقد قطعت مهنة الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة في الأردن شوطًا كبيرًا من التطور والتقدّم، بجهود المخلصين من أبناء هذا القطاع، حتى أصبحت المملكة وجهةً عربية بارزة يقصدها المستفيدون طلبًا للجودة والخبرة وتكلفة الخدمة المعقولة. ومن هنا، فإننا ندعو إلى الاستثمار في هذا التفوق، وإبرازه ضمن برامج السياحة العلاجية، ليبقى الأردن مركزًا رائدًا ووجهة مفضّلة في هذا المجال الإنساني النبيل.